الجمعة، 7 فبراير 2014

فرقتنا الحدود


فرقتنا الحدود

 

فرقتنا الحدود،  فضاعت العهود، وجهود الجدود.

 

فرقتنا الحدود، فلم يعد الاخ لأخيه ينتصر وعنه يذود.

 

فرقتنا الحدود، انت ليبي، وهذا سوري، وذاك مصري، وأما أنا ففلسطيني، فلم يعد لقوله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} في قلوبنا وجود.

 

فرقتنا الحدود، فأين نحن من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) اين نحن منه؟ فقد غاب من عقود.

 

فرقتنا الحدود، فضاعت البلاد والعباد على  يد العدو اللدود.

 

فرقتنا الحدود، فلا هناك عمر ولا هارون ولا المعتصم اذا ما أصابنا البغي له نعود.

 

فرقتنا الحدود، هذا كان مناهم "فرق تسد" فحققوه وما زال اثره موجود.

 

فرقتنا الحدود، كنا دولة واحدة لا يرى لها بالافاق نهاية، وأمسينا بضعاً وخمسين دويلة تفصلها خطوط مستقيمة هي لها مهزلة وحدود.

 

فرقتنا الحدود، تعبر من رفح غزة إلى رفح مصر كالأجنبي بشق الأنفس وبذل الجهود.

 

فرقتنا الحدود، فلا ربان لهذه السفينة العملاقة يرأسها ويتولى زمام الأمور،  فيمسك بدفتها ولبر الأمان يسير بنا ويقود.

 

فرقتنا الحدود، نرى أحوال الشام، ومصر، وتونس ونسمع بكاء اليتامى، وأنين الثكالى، وصراخ الأيامى فلا نحرك ساكناً وكالجمهور ها هنا قعود.

 

فرقتنا الحدود، فلن استغرب ان قيل لي: لا تُهلك نفسك يا هذا،  فكلامك هذا لن يكون له الا صدىً محدود.

2014\1\3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق