الجمعة، 7 فبراير 2014

قَصِيدَة "هَا قَدْ صَحَوتُ"


قَصِيدَة "هَا قَدْ صَحَوتُ"

 -----------

رَأَيْتُ حيَاتي قِطَاراً مُدَوِّي
 

فَأيْقَنْت أنّي قَريباً مولِّي


وَعُمْري ومَهْمَا يطُولُ بِعَيْني


لَعَمْري سَيَمضِي وَمِنْ غَيْرِ إذْني
 

وأنِّي بلَحْمِي ودَمِّي لَفَانِ
 

فَفَوراً ذَهَبْتُ وَوَدَّعْتُ أُمِّي
 

وأهْلي بَكَيْتُ وبَيْتي وصَحْبي 


فإنِّي مُفَارقُ رُوحِي وَجِسْمِي
 

وعَظْمي هَشُيشٌ لِيَحْمِلَ وزري
 

وذَنْبي ثَقيلٌ سَيَقْسِمُ ظَهْري
 

فلَهواً تَركت ونَومِي وسَهوِي
 

لأقضِي نَهَاري ولَيلِي أُصَلِّي


إِلَهي إليكَ أَفِرُّ وَوَيلِي
 

إذا لَمْ تُجِرني, سَأَرْدِي بِجُرْمِي


فها قَد صَحَوتُ ولمَلَمْتُ نَفْسِي


لِأُصلِحَ شَأْني وأُدْرِكَ أَمرِي
------


مصطفى قطيط

2014\1\28

قصيدة "سَلُوا الشَّبَابَ"


قصيدة "سَلُوا الشَّبَابَ"



ضَعِيفاً أَرَاكَ وَمَا زِلْتَ شَابَا!
 

فَكَيْفَ سَتَبْدُو إِذَا الشَّعرُ شَابَ؟
 

حَبِيسَ الفِرَاشِ قَضَيْتَ نَهَارَكْ!
 

فَكَمْ سَتَنَامُ إِذَا العَظْمُ ذَابَ؟
 

أَقُولُ فَتَنْسَى بِعِزِّ صِبَاكَ!
 

فَمَاذَا ذَكَرْتَ إِذَا العَقْلُ غَابَ؟
 

كِتَاباً هَجَرتَ وَدَرْساً وَشَيْخاً
 

أَوَحْيٌ أَتَاكَ أَمِ الجَهْلُ طَابَ؟
 

رَصِيدُكَ صِفْرٌ مِنَ الخَيرِ مُفْلِس!
 

بِمَاذَا النَّجَاةُ إِذَا المَوتُ نَابَ؟
 

ضَرَبتَ بِمَا قُلْتُ عُرْضَ حَائِط!

 

فَهَلْ مِنْ غيُورٍ كَرِهْتَ عِتَابَا؟
 

أرَدْتُ النَّصِيحَةَ لَا التَّعَالِي!


فَوَيحَكَ صَاحِ لِمَا ظَنُّكَ خَابَ؟
 

أُخَيَّ تَأَمَلْ كَلَامِي وَقُلَّي!
 

لِأَيِّ سُؤَالٍ وَجَدْتَ جَوَابَا؟

 

2014\1\30

قصيدة "تُبْ قبل فوات الأوان"


قصيدة "تُبْ قبل فوات الأوان"



سقطْتُ صريعاً فضاق الفضاءُ   ***   "صغيراً يموتُ" فردُّوا "حشاهُ"

وحولي نساءٌ تَصِتْن "بَلاءُ"   ***   وَصَحبي لِصَحبي أَشَارَا أْتياهُ

وجاء الطبيبُ يَصيحُ "الدواءُ"   ***   وماذا يفيدُ؟ وماذا عساهُ؟

فحَسَّ جَبيني فعَزَّ الشِّفاء   ***   وجَسَّ ذِراعي فنبضي دَهاهُ

وقال "لَعَمْري لهذا قَضَاءُ   ***   ويَعجزُ طبَّي لأمر الإلهُ"

وضِقتُ بأرضي وضَاقت سماءُ   ***   وُضِعْتُ بِقَبْرٍ فَأَغْلَقَ فَاهُ

وَجَاءوا جَميعاً وَطَالَ العزَاءُ   ***   وكلٌ صراخٌ وكلٌ وآهُ

وجفَّت عُيونٌ ودَامَ البكاءُ   ***   وحلَّت دِماءٌ مكان المياهُ

فَتُبْ فَوَرَبِّي قَرِيبٌ فَنَاءُ   ***   فَتُبْ وحَذَارِ تَسَلْنِي "مَتَى هُو؟"

٢٤/١/١٤

فرقتنا الحدود


فرقتنا الحدود

 

فرقتنا الحدود،  فضاعت العهود، وجهود الجدود.

 

فرقتنا الحدود، فلم يعد الاخ لأخيه ينتصر وعنه يذود.

 

فرقتنا الحدود، انت ليبي، وهذا سوري، وذاك مصري، وأما أنا ففلسطيني، فلم يعد لقوله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} في قلوبنا وجود.

 

فرقتنا الحدود، فأين نحن من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) اين نحن منه؟ فقد غاب من عقود.

 

فرقتنا الحدود، فضاعت البلاد والعباد على  يد العدو اللدود.

 

فرقتنا الحدود، فلا هناك عمر ولا هارون ولا المعتصم اذا ما أصابنا البغي له نعود.

 

فرقتنا الحدود، هذا كان مناهم "فرق تسد" فحققوه وما زال اثره موجود.

 

فرقتنا الحدود، كنا دولة واحدة لا يرى لها بالافاق نهاية، وأمسينا بضعاً وخمسين دويلة تفصلها خطوط مستقيمة هي لها مهزلة وحدود.

 

فرقتنا الحدود، تعبر من رفح غزة إلى رفح مصر كالأجنبي بشق الأنفس وبذل الجهود.

 

فرقتنا الحدود، فلا ربان لهذه السفينة العملاقة يرأسها ويتولى زمام الأمور،  فيمسك بدفتها ولبر الأمان يسير بنا ويقود.

 

فرقتنا الحدود، نرى أحوال الشام، ومصر، وتونس ونسمع بكاء اليتامى، وأنين الثكالى، وصراخ الأيامى فلا نحرك ساكناً وكالجمهور ها هنا قعود.

 

فرقتنا الحدود، فلن استغرب ان قيل لي: لا تُهلك نفسك يا هذا،  فكلامك هذا لن يكون له الا صدىً محدود.

2014\1\3